دونالد ترامب سوف يستهدف الحوثيين بقوة، وإعطاء إسرائيل صلاحية ضرب إيران
من المتوقع على نطاق واسع أن يوسع الرئيس المُنتخب دونالد ترامب العقوبات النفطية المفروضة على إيران وشركائها التجاريين لمنعها من الاندفاع نحو تطوير سلاح نووي، لكن بعض الخُبراء يقولون إنه قد يغير تكتيكاته هذه المرة، ويستخدم المزيد من التدخل العسكري في المنطقة كذلك
بالإضافة إلى إمكانية تغيير الاستراتيجية، سيواجه دونالد ترامب تحديات في تنفيذ العقوبات الشديدة، حيث لدى إيران سنوات من المعرفة كيفية التهرب من هذه العقوبات، في ظل إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن.
وفقًا لتوقعات سوق النفط الخام العالمية الشهرية قصيرة الأجل لشركة ستاندرد اند بورز غلوبال كومدتي انسايت S&P Global Commodity Insights لشهر كانون الثاني/ يناير 2025، فأن الرئيس المنتخب دونالد ترامب لايريد رفع أسعار الوقود في الولايات المتحدة، خصوصا أسعار البنزين، عندما يكون الارتفاع سريعاً، و الذي من شأنه أن يؤجج التضخم والسخط السكاني.
بافتراض عدم حدوث إنخفاض حاد في إنتاج النفط الإيراني (التصدير كذلك)، من المتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 72 دولارًا للبرميل في عام 2025، وفقًا للتوقعات، ولكن إذا كانت السوق النفطية تعاني من إزالة كميات كبيرة من النفط الايراني – مثل إزالة مليون برميل/يوميا – فقد تعود الأسعار إلى 90 دولارا للبرميل أو أعلى!
قالت بريندا شافر Brenda Shaffer، خبيرة الطاقة في كلية الدراسات العليا البحرية الأمريكية، لموقع S&P ، إن ولاية دونالد ترامب الأولى ليست بالضرورة نموذجا لولايته الثانية، حيث تغيرت الظروف الإقليمية والعالمية بشكل كبير عما كانت عليه قبل أربع سنوات، وفريق دونالد ترامب الجديد لديه نهج مُختلف للعالم.
وقالت، إن إيران أصبحت أضعف بكثير بعد حملة إسرائيل ضد وكلاء إيران حماس، حزب الله وسقوط بشار الأسد في سوريا، المتحالف مع إيران، ومن المرجح أن تندفع نحو الخيار النووي على وجه التحديد لأنها تمر بحالة من الضعف، وإن هذا الوضع يمنح الولايات المتحدة خيارات سياسية جديدة.
و أضافت
“كل الخيارات موجهة نحو إيران الآن، و هل نكتفي بالتوقف قليلا وتركها على هذا النحو، حيث تكون إيران أضعف قليلاً، وفقدت وكلاءها؟ أم نخطو خطوة أخرى ونقضي على البرنامج النووي الإيراني وربما بعض صادراتها النفطية؟”
دونالد ترامب قد ينتهج هذه السياسة من خلال منح إسرائيل المزيد من الحرية للتصرف بشأن إيران، بدعم عسكري أمريكي، و أن هذا من شأنه أن يتماشى مع نهج أكثر عمومية للسماح لحلفاء الولايات المتحدة بالقيام بهذه المهمة بأنفسهم دون مشاركة القوات الأمريكية في كل حالة.
قال كيفن بوك Kevin Book، المدير الإداري لشركة ClearView Energy Partners، لـ S&P Global Commodity Insights إن السؤال من منظور أسواق النفط ليس ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتسامح مع العمل الإسرائيلي ضد إيران، بل ما إذا كانت الظروف على الأرض تحفز إسرائيل على التحرك قبل أن تتدخل الولايات المتحدة.
وقال كيفن بوك:
“إن خطورة الموقف الآن من منظور منع الانتشار النووي هي أن إسرائيل قد ترى ضرورة وجودية للتحرك ربما قبل أن ترغب الإدارة القادمة”.
و إن الهجمات ضد البنية التحتية النووية الإيرانية أو منشآت تصدير النفط الإيرانية تخلق خطر قيام إيران بالرد ومهاجمة البنية التحتية الإقليمية لإنتاج النفط والنقل.
و أضاف:
“قد يحصل أحد هذه الحالات ذات الاحتمالات المُنخفضة للغاية والعواقب العالية للغاية من هذا النوع من الخيارات، وهذا ليس النوع من الأشياء التي أعتقد أن الإدارة القادمة ستكون حريصة عليها، لا يريد معظم الرؤساء أسعارًا للنفط الخام أعلى من 100 دولار/برميل”.
قالت بريندا شافر، إن أحد المجالات التي قد يستخدم فيها دونالد ترامب القوة الأمريكية بشكل مباشر هو منع المتمردين الحوثيين من تعطيل التجارة في البحر الأحمر، و قد يكون هذا إجراءً سريعًا ومُستهدفًا في وقت مبكر من ولايته من شأنه أن يحقق نتائج دون جر الولايات المتحدة إلى اشتباك طويل الأمد، حيث سيكون هناك نوع من إحداث صدمة و رعب، لدى الحوثيين، وهذا من شأنه أن يخفض تكاليف نقل النفط وتكاليف نقل الغاز الطبيعي المسال والتضخم العالمي!
قالت راشيل زيمبا Rachel Ziemba، المُستشارة البارزة في شركة استشارات المخاطر السياسية هورايزون إنغيج، لموقع S&P، إن الجيش والدفاع قد يكونان جزءًا من سياسة دونالد ترامب تجاه إيران، في شكل توفير المعدات العسكرية والسماح لإسرائيل بالتدخل بدلاً من محاولة السيطرة عليها، لكن العقوبات ستظل جزءًا من الصورة.
تحدث دونالد ترامب عن حدود العقوبات بشكل عام، ردًا على سؤال حول العقوبات الروسية في خطاب ألقاه في 5 أيلول/سبتمبر 2024، أمام نادي نيويورك الاقتصادي، قال فيه إنه يرغب في استخدام العقوبات بأقل قدر ممكن.
وقال في ذلك الحدث، إن المشكلة مع ما لدينا من عقوبات – وكنت مُستخدمًا للعقوبات، لكنني أفرضها وأزيلها في أسرع وقت ممكن لأنها في النهاية تقتل الدولار، وتقتل كل ما يمثله الدولار!
لكن ليس من الواضح أن دونالد ترامب يعتقد ذلك بشأن إيران، حيث انتقد فريق دونالد ترامب ما يرون أنه نقص في التنفيذ خلال إدارة جو بايدن، ضد إيران!
ديفيد غولدوين، رئيس غولدوين غلوبال ستراتيجيز، ورئيس مجموعة الاستشارات في مجال الطاقة في مركز الطاقة العالمي التابع للمجلس الأطلسي، قال لموقع S&P: بشكل مماثل، بأنه يعتقد أنهم يؤمنون أن الضغط الأقصى على إيران كان فعالاً في الحد من الصادرات الإيرانية وفرض الضغوط على النظام، و لذا أعتقد أنهم سيظلون يعتقدون أن هذا أمر جيد.
و أضاف في حديثه لموقع S&P:
أعتقد أن العقوبات المفروضة على فنزويلا، والعقوبات الإضافية على روسيا ربما أثبتت أنها أقل فعالية
أنتجت إيران 3.22 مليون برميل يوميا من النفط الخام في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2024، وفقا لأحدث مسح (أوبك + )، و دفعت عقوبات الضغط الأقصى إنتاج النفط الخام الإيراني إلى 2 مليون برميل يوميا في ولاية دونالد ترامب الأولى.
قال فرناندو فيريرا Fernando Ferreira، مدير خدمة المخاطر السياسية الاقليمية، في مجموعة رابيدان للطاقة، إن قانون SHIP، التشريع الذي شارك في رعايته وزير الخارجية المُرشح الحالي السيناتور ماركو روبيو، وهو جمهوري متشدد ضد إيران من فلوريدا، هو مُخطط لعقوبات الضغط الأقصى على إيران في ولاية دونالد ترامب الثانية.
وقال، إن هذا الأسلوب سيتجاوز فرض عقوبات على الناقلات والشركات ذات الأصول الفردية، و بدلاً من ذلك، سيصعد كثيرا، ويهدد المؤسسات المالية الرئيسية ومحطات النفط ومشغلي المحطات والمصافي، مما يضع الشركات ذات الأهمية الاقتصادية في الصين على المحك.
وإنه من المتوقع أن تستوعب الصين العقوبات الأميركية في البداية على الأقل، وتحث الصين بالفعل المستوردين هناك على تنويع إمداداتهم، وإن استيراد النفط الخام الإيراني لا يستحق المُخاطرة بالخروج من النظام المالي الأميركي!






